پنجشنبه: 1403/02/6
نسخة للطباعةSend by email
التشيع والولاء لأهل البيت عليهم السلم
في كلام المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ الصافي الكبايكاني مد ظله

شیعة الرجل اتباعه و أنصاره و قد غلب هذا الإسم فی عصر النبی صلی الله علیه و آله و الصحابة إلی العصر الحاضر علی أتباع علیّ علیه السلام و الّذین اختصوا به وبأولاده، و اتخذوهم أولیاء و اتخذوهم ائمّة فی الدین و فی تبلیغ الأحكام عن الرسول صلی الله علیه و آله و فی تفسیر القرآن و السنة فی سائر الامور، و قد نص علی ذلك علماء اللغة:

قال الجوهری فی الصحاح: شیعة الرجل اتباعه و انصاره.

و قال القیومی فی المصباح: الشیعة الإتباع و الأنصار.

و قال الراغب: من یتقوی بهم الإنسان و ینتشرون عنه.

و قال الفیروز آبادی فی القاموس: و شیعة الرجل- بالكسر- أشیاعه و أنصاره، و الفرقة علی حدة، و یقع علی الواحد و الإثنین الجمع و المذكر و المؤنث، و قد غلب هذا الإسم علی كلّ من یتولی علیاً و أهل بیته حتّی صار اسماً لهم خاصاً.

قال ابن منظور فی لسان العرب: الشیعة اتباع الرجل و أنصاره، جمعها شیع و أشیاع (إلی أن قال) قد غلب هذا الإسم علی من یتولی علیاً أهل بیته رضوان الله تعالی علیهم أجمعین حتّی صار لهم اسماً خاصاً، فإذا

قیل فلان من الشیعة عرف أنّه منهم، و فی مذهب الشیعة كذا أی عندهم، و أصل ذلك من المشایعة، و هی المتابعة و المطاوعة، و قال الأزهری: و الشیعة قوم یهوون هوی عترة النبیّ صلی الله علیه و آله و یوالونهم.

و ذكر نحه ابن الأثیر فی النهایة.

و قال الشیخ أبو محمّد الحسن النبوبختی فی الفرق و المقالات المطبوع فی استانبول: الشیعة هم فرقة علیّ‏بن أبی طالب المسمون بشیعة علیّ‏فی زمان النبیّ صلی الله علیه و آله، و ما بعده معروفون بانقطاعهم إلیه و القول بإمامته‏[1].

و قال أبو حاتم السجستانی فی الجزء الثالث من كتاب «الزینة» : ان لفظ الشیعة كان علی عهد رسول الله صلی الله علیه و آله لقب أربعة من الصحابة سلمان و أبی ذر و المقداد و عمار[2].

و قال علیّ بن محمّد الجرجانی فی كتاب «التعریفات» فی باب الشین: الشیعة هم الّذین شایعوا علیّاً رضی الله عنه و قالوا انه الإمام بعد رسول الله صلی الله علیه و آله، و اعتقدوا أن الإمامة لاتخرج عنه و عن أولاده.

و ممّا ذكرنا زظهر دلالة الأحادیث المذكورة علی أن الشیعة اسم أطلقه النبی صلی الله علیه و آله علی جماعة خاصة من أمته، و هم اتباع علی علیه السلام و أشیاعه و من اتخذه ولیّاً و اقتفی أثره و أثر ولده، و یتأسی و یقتدی به وبأولاده لأئمّة فی عقائده و أعماله.

و لامعنی لهذا الأكونهم أئمّة فی الدین و أولیاء الناس بتعین رسول الله صلی الله علیه و آله، و كون الأخذ بأقوالهم و العمل بفتاواهم فی الفروع و الاصول سبباً للنجاة فی الدارین.

و لیس المراد منها كلّ من یحب علیّاً و لایبغضه، فان مجرد ذلك لایصحح اطلاق الشیعة علیه و لایختصه بأهل البیت، فلایقال لمن یحب أحداً أنّه من شیعته إلّا إذا اقتدی به وتولاه و تابعه و شایعه و التزم بمتابعته و مشایعته، كما لاینتمی من أخذ العلم عن جمیع العلماء إلی واحد منهم إلّا إذا كان له اختصاص به.

و لاریب فی أنّه لیس فی فرق المسلمین و طوائفهم فرقة تنتمی ألی أهل البیت غیر الشیعة، و لاشبهة فی أضافة علومهم وفقهم إلی ائمّة أهل البیت علیهم السلام، كمالا شبهة فی صحة إضافة فقه الحنابلة إلی) حمد بن حنبل و الحنفیّة إلی أ) بی حنیفة نو الشافعیّة إلی الشافعی و المالكیّة إلی مالك.

فكما لایجوز لاحد انكار صحة حكایة فقه المذاهب الأربعة بین أهل السنة عن مالك و أحمد و الشافعی و أبی حنفیة، لاستفاضة الفتیا عنهم، لایجوز أیضاً لاحد إنكار صحْة فقه المذهب الجعفری و ما عند الإمامیّة من الحدیث و العلم، و صحة انتمائه إلی جعفر بن محمد و آبائه و أولاده لأئمّة علیهم السلام، سیما مع استفاضة كونهم من أجله أهل العلم و الفتیا فی جمیع الأحكام و تواتر ذلك بین المسلمین، و معروفیّة فتاواهم و مذاهبهم بین الشیعة دون غیرهم من الفرق.

 

 

فی كتابه:"امان الأمة من الضلال و الإختلاف "

 

 

[1] ( 1). نقض الوشیعة ص 39.

[2] ( 2). نقض الوشیعة ص 39.

الأربعاء / 17 أبريل / 2019