چهارشنبه: 1403/01/29
نسخة للطباعةSend by email
تساؤلات و إجابات في الامام المنتظر
القسم الثاني: فیما یرتبط بولادته عجل الله تعالى فرجه

ستة أسئلة فی اثبات ولادته واثبات وجوده الشریف ‏و من رآه زمن أبیه علیهما السلام‏

 

السؤال الاول: هل أشارعلماء الشیعة إلى ولادة الامام الحجة علیه السلام واثبتوها فی كتبهم ام لا؟

الجواب‏:

لقد ذكرت كتب الشیعة الامامیة الكثیر من الروایات المتواترة حول ولادة الامام الحجة علیه ‏السلام، اعتمادا على ماثبت عنهم روایة، من الاخبار الصحیحة من طریقهم إلى الامام العسكری علیه ‏السلام، وكذا اصحابه وخواصه كما سیوافیك ذلك، ونحن نشیر إلى بعض الموارد، فی اخبار علماء الشیعة والتصریح بولادته علیه ‏السلام:

1. الفضل بن شاذان الینشابوری؛ المتوفی بین سنة (255 هـ إلى 260 هـ)، ای كانت وفاته بعد ولادة المهدی وقبل وفاة والده ابی محمد الحسن العسكری علیهم‏ السلام، وكان ثقة ومن الشیعة الفقهاء المتكلمین، وله جلالة عند الطائفة الشیعیة، وهو فی قدره اشهر من ان یوصف.

وصنف مائة وثمانین كتابا، وعد من اصحاب الهادی اوالعسكری علیهما السلام، وله فی الامام المهدی مصنفات ككتاب (الملاحم)، و كتاب (القائم علیه السلام) وكتاب (الامامة).

وروى ما یدل على ولادة الحجة علیه‏ السلام كما سیاتیك لاحقا.[1]

2. الشیخ المفید المتوفی سنة (413 هـ): قال فی الارشاد: كان الامام بعد ابی محمد علیه ‏السلام؛ ابنه المسمى باسم رسول الله (صلى علیه وآله وسلم)، المكنى بكنیته، ولم یخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا باطنا غیره، وخلفه غائبا مستترا على ماقدمنا ذكره، وكان مولده علیه السلام لیلة النصف من شعبان سنة (255 هـ)، وامه ام ولد یقال لها: نرجس، وكان سنه عند وفاة أبیه خمس سنین، آتاه الله فیها الحكمة كما آتاها یحیى صبیا، وجعله إماما فی حال الطفولیة الظاهرة كما جعل عیسى بن مریم فی المهد نبیا، وقد سبق النص علیه فی ملة الإسلام من نبی الهدى علیه السلام، ثم من أمیرالمومنین علی بن أبی طالب علیه السلام، ونص علیه الأئمة واحدا بعد واحد، إلى أبیه الحسن علیه السلام، ونص أبوه علیه عند ثقاته وخاصّة شیّعته، وكان الخبربغیبته؛ ثابتا قبل وجوده، وبدولته؛ مستفیضا قبل غیبته، وهو صاحب السیّف من أئمة الهدى علیهم ‏السلام، والقائم بالحق المنتظر لدولة إلایمان، وله قبل قیامه غیبتان، إحداهما؛ أطول من الأخرى، كما جاءت بذلك الأخبار، فأما القصرى منهما؛ فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بینه وبین شیعته، وعدم السفراء بالوفاة، وأما الطولى، فهی بعد الاولى، وفی اخرها یقوم بالسیّف.

وقال الشیخ المفید- رضوان الله علیه- ایضا:

والخبر بصحة ولد الحسن؛ قد ثبت بأوكد ما یثبت به أنساب الجمهور من‏

الناس، إذ كان النسب یثبت بقول القابلة، ومثلها من النساء اللاتی جرت عادتهن بحضور ولادة النساء تولی معونتهن علیه، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون من سواه، وبشهادة رجلین من المسلمین على إقرارالأب بنسب الابن منه. وقد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الدیانة، والفضل، والورع، والزهد، والعبادة، والفقه، عن الحسن بن علی؛ أنه اعترف بولادة المهدی علیه السلام، والتصریح بوجوده، ونص لهم على إمامته من بعده، وبمشاهدة بعضهم له طفلا، وبعضهم له یافعا وشابا كاملا، وإخراجهم إلى شیعته بعد أبیه الأوامر والنواهی والأجوبة عن المسائل، وتسلیمهم له من الأئمة من أصحابه. وقد ذكرتُ أسماء جماعة، ممن وصفت حالهم من ثقات الحسن بن علی علیهما السلام، وخاصّته المعروفین بخدمته والتحقیق به، وأثبتُ مارووّه عنه فی وجود ولده، ومشاهدتهم من بعده، وسماعهم النص بالإمامة علیه، وذلك موجود فی مواضع من كتبی، وخاصة فی كتابی المعروف أحدهما؛ (بالإرشاد فی معرفة حجج الله على العباد)، والثانی؛ (الإیضاح فی الإمامة والغیبة)، ووجود ذلك فیما ذكرت یغنی تكلف إثباته فی هذا الكتاب).[2]

3. الشیخ ابوجعفر محمد بن یعقوب الكلینی؛ المتوفی سنة (329) (هـ- ق).

قال: ولد علیه السلام للنصف من شعبان، سنة خمس وخمسین ومائتین، وروی ذلك عن الكراجی فی (كنز العمال) والشهید فی (الدروس).

4. الشیخ الطوسی‏؛ المتوفی سنة (460 هـ).

ذكر فی كتابه (مصباح المتهجد): فی هذه اللیلة (ای لیلة 15 شعبان) ولد الخلف الحجة صاحب العصر علیه السلام، ویستحب ان یدعى فیها بهذا الدعاء، ثم ذكر دعاء اللهم بحق لیلتنا هذه ومولودها .. إلى آخره.

5. بهاء الدین محمد بن الحسین الحارثی المعروف بالشیخ البهائی.

ذكر فی (توضیح المقاصد): فیه- یعنی فی- الیوم الخامس عشر؛ ولد الامام ابو القاسم محمد المهدی صاحب الزمان صلوات الله علیه وعلى آبائه الطاهرین، وذلك بسرّ من رأى، سنة (255 ه-).

6. الشیخ امین الاسلام ابی علی الطبرسی؛ المتوفی سنة (548 ه-).

ذكر فی (اعلام الورى): ولد علیه السلام بسر من رأى لیلة النصف من شعبان سنة (255 ه-).

كما عین الشیخ فی (المصباحین) والسید فی (الاقبال) وسائر مؤلفی كتب الدعوات على ما فی البحار والشیخ المفید فی (مسارّ الشیعة)؛ ولادته علیه السلام النصف من شعبان.

وغیر ذلك من اعلام الشیعة الذین سیرد علیك من اسمائهم وكتبهم ومارووه فی ولادته علیه السلام.[3]

 

 

السؤال الثانی: لقد ذكرتم شهادة علماء الشیعة حول ولادة الامام الحجة عجل الله فرجه‏

فهل استندوا فی ذلك إلى روایات صحیحة السند وردت من طرقهم ام لا؟

الجواب‏:

نعم لقد اعتمد علماء الشیعة على ما اشتهر عند الخاصة والعامة حول ولادته علیه‏ السلام، ونحن نشیر إلى بعض الروایات التی اعتمد علیها هؤلاء الاجلاء من علماء الشیعة الامامیة رضوان الله تعالى علیهم وبركاته:

1. الغیبة[4]: حدثنا؛ محمد بن علی بن حمزة بن الحسین بن عبیدالله بن العباس بن علی بن ابی طالب صلوات الله علیه، قال: سمعت أبا محمد علیه السلام یقول: ولد ولی الله، وحجته على عباده، وخلیفتی من بعدی،

مختونا لیلة النصف من شعبان، سنة خمس و خمسین و مائتین، عند طلوع الفجر، و كان أول من غسله رضوان خازن الجنة مع جمع من الملائكة المقربین بماء الكوثر والسلسبیل، ثم غسلته عمّتی حكیمة، بنت محمد بن علی الرضا (علیهما السلام)، فسئل محمد بن علی بن حمزة- رضی الله عنه- عن امه علیه السلام؟ قال: امه ملیكة التی یقال لها بعض الایام: سوسن، وفی بعضها: ریحانة، وكان صیقل ونرجس أیضا من أسمائها.[5]

2. كمال الدین‏[6]: حدثت حكیمة بنت محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم ‏السلام، قالت: بعث الیّ أبو محمد الحسن بن علی علیهما السلام، فقال: یاعمّه اجعلی إفطارك [هذه‏] اللیلة عندنا، فإنها لیلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سیظهر فی هذه اللیلة الحجة، وهوحجته فی أرضه؟ قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لی: نرجس، قلت له: جعلنی الله فداك، مابها أثر! فقال: هو ما اقول لك، قالت فجئت، فل- ما سلمت وجلست، جاءت تنزع.

خفی وقالت لی: یاسیدتی [وسیدة أهلی‏] كیف أمسیت؟ فقلت: بل أنت سیدتی وسیدة أهلی، قالت: فأنكرت قولی! وقالت: ماهذا یاعمّه؟! قالت: یابنیة! أن الله تعالى سیهب لك فی لیلتك هذه غلاما سیدا فی الدنیا والآخرة، قالت: فخجلت واستحیت، فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة، أفطرت وأخذت مضجعی فرقدت، فلما أن كان فی جوف اللیل قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتی وهی نائمة لیس بها حادث، ثم جلستُ معقبة، ثم اضطجعتُ، ثم انتبهتُ فزعة وهی راقدة، ثم قامت فصلت ونامت.

قالت حكیمة: وخرجت أتفقد الفجر، فإذا انا بالفجر الأول كذنب السرحان وهی نائمة، فدخلنی الشكوك، فصاح بی أبو محمد علیه السلام من المجلس، فقال: لاتعجلی یاعمة! فهاك الأمر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت ألم السجدة، ویس، فبینما أنا كذلك إذ انتبَهت فزعة، فوثبتُ إلیها، فقلت: اسم الله علیك، ثم قلت لها: أتحسین شیئا؟ قالت: نعم یاعمة، فقلت لها: اجمعی نفسك، واجمعی قلبك، فهو ما قلت لك؟ قالت: فأخذتنی فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سیدی، فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به علیه السلام ساجدا یتلقى الأرض بمساجده، فضممته إلیّ، فإذا أنا به نظیف متنظف، فصاح بی أبو محمد علیه السلام: هلمی إلیّ ابنی یاعمة! فجئت به إلیه، فوضع یدیه تحت الیتیه وظهره، ووضع قدمیه على صدره، ثم أدلى لسانه فی فیه، وأمرّ یده على عینیه وسمعه ومفاصله، ثم قال: تكلم یا بنیّ، فقال: أشهد أ ن لا إله إلاالله وحده لاشریك له، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله علیه وآله، ثم صلى على امیر المؤمنین وعلى الأئمة علیهم ‏السلام، إلى أن وقف على أبیه ثم أحجم، ثم قال أبو محمد علیه السلام: یاعمة! اذهبی به إلى امه لیسلم علیها وائتینی به؟ فذهبت به فسلم علیها، ورددته فوضعته فی المجلس، ثم قال: یاعمة! إذا كان یوم السابع فأتینا؟ قالت حكیمة: فلما أصبحت، جئت لأسلم على أبی محمد علیه السلام، وكشفت الستر لأتفقد سیدی علیه السلام فلم أره! فقلت: جعلت فداك، مافعل سیدی؟ فقال: یاعمة! استودعناه الذی استودعته ام موسى علیه السلام، قالت حكیمة: فلما كان فی الیوم السابع جئت فسلمت وجلست، فقال: هلمی إلیّ ابنی؟ فجئت بسیدی علیه السلام وهو فی الخرقة، ففعل به كفعلته الاولى، ثم أدلى لسانه فی فیه كأنه یغذیه لبنا أوعسلا، ثم قال: تكلم یا بنی؟ فقال: اشهد أن لا إله إلا الله، وثنى بالصلاة على محمد، وعلى أمیر المؤمنین، وعلى الأئمه الطاهرین صلوات الله علیهم أجمعین، حتى وقف على أبیه علیه السلام، ثم تلا هذه الآیة: (بسم الله الرحمن الرحیم، ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الارض‏ ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین، ونمكن لهم فی الارض ونری فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا یحذرون).[7]

3. كمال الدین (ایضا)[8]: حدث محمد بن ابراهیم الكوفی: أن أبا محمد علیه السلام بعث إلى بعض من سمّاه لی؛ بشاة مذبوحة، وقال: هذه من عقیقة ابنی محمد [علیه الصلاة والسلام‏].

4. غیبة الشیخ‏[9]: عن ابی سلیمان داود بن غسان البحرانی، قال: قرأت على أبی سهل اسماعیل بن علی النوبختی: مولد محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب صلوات الله علیهم أجمعین، ولد علیه السلام بسامراء سنة ست وخمسین وماءتین، امه: صقیل، یكنى: أبا القاسم، بهذه الكنیة أوصى النبی صلى الله علیه وآله وسلم إنه قال: اسمه كاسمی، وكنیته كنیتی، لقبه المهدی، وهو الحجة وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان.

قال إسماعیل بن علی: دخلت على أبی محمد الحسن بن علی علیه السلام فی المرضة التی مات فیها، وأنا عنده إذ قال لخادمه عقید- وكان الخادم أسود نوبیا، قد خدم من قبله علی بن محمد، وهو ربّى الحسن علیه السلام- فقال: یاعقید، اغل لی ماء بمصطكی؟ فأغلى له، ثم جاءت به صقیل الجاریة ام الخلف علیه السلام، فلما صارالقدح فی یدیه وهم بشربه وجعلت یده ترتعد حتى ضرب القدح ثنایا

الحسن، فتركه من یده وقال لعقید: ادخل البیت، فإنك ترى صبیا ساجدا فأتنی به، قال أبوسهل: قال عقید: فدخلت أتحرى، فإذا أنا بصبی ساجد، رافع سبابته نحو السماء، فسلمت علیه فأوجز فی صلاته، فقلت: إن سیدی یأمرك بالخروج إلیه؟ إذ جاءت امه صقیل، فأخذت بیده وأخرجته إلى أبیه الحسن علیه السلام، قال أبو سهل: فلما مثل الصبی بین یدیه سلم واذا هو درّیّ اللون، وفی شعررأسه قطط، مفلج الأسنان، فلما رآه الحسن علیه السلام بكى، وقال: یا سید أهل بیته، اسقنی الماء فإنی ذاهب إلى ربی؟ وأخذ الصبی القدح المغلی بالمصطكی بیده، ثم حرك شفتیه ثم سقاه، فلما شربه قال: هیئونی للصلاة؟ فطرح فی حجره مندیل، فوضأه الصبی واحدة واحدة، ومسح على رأسه وقدمیه، فقال له أبو محمد علیه السلام: أبشر یابنی، فأنت صاحب الزمان وانت المهدی، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدی ووصیی وأنا ولدتك، وأنت محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب، ولدك رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم، وأنت خاتم الأئمة الطاهرین، وبشر بك رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم، وسماك وكناك بذلك، عهد إلی أبی عن آبائك الطاهرین، صلى الله على أهل البیت ربنا، إنه حمید مجید، ومات الحسن بن علی من وقته صلوات الله علیهم أجمعین.[10]

5. اثبات الوصیة[11]: الحمیری عن احمد بن اسحاق قال: دخلت على ابی محمد علیه السلام، فقال لی: یا أحمد! ماكان حالكم فیما كان الناس فیه من الشك‏ والارتیاب؟ قلت: یاسیدی! لما ورد الكتاب بخبر سیدنا ومولده لم یبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق، فقال: أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة الله؟ ثم أمر أبو محمد بالحج والدته فی سنة تسع وخمسین ومائتین، وعرّفها مایناله فی سنة الستین، وأحضر الصاحب علیه السلام فأوصى إلیه، وسلم الاسم الأعظم والمواریث والسلاح إلیه، وخرجت ام أبی محمد مع الصاحب علیهم ‏السلام جمیعا إلى مكة، وكان أحمد بن محمد بن مطهر، أبو علی، المتولی لما یحتاج إلیه الوكیل، فلما بلغوا بعض المنازل من طریق مكة تلقى الأعراب القوافل فأخبروهم بشدة الخوف وقلة الماء، فرجع أكثر الناس إلا من كان فی الناحیة فإنهم نفذوا وسلموا.[12]

 

 

السؤال الثالث: هل كانت ولادة الامام الحجة علیه ‏السلام علنا، ام كانت خفاء، و لم یطلع علیها احد؟

الجواب‏:

ان الظروف الخطرة التی احاطت الامام العسكری علیه السلام بالخصوص عرّضت حیاة المولود الاخیر من الائمة إلى الخطر، وحاول النظام العباسی آنذاك مراقبة بیت الامام العسكری علیه السلام للقضاء على مولوده الجدید واتخذ فی ذلك اجراءات خطرة، مما جعل الله عزّ وجلّ مسئلة حمل الامام خفیة وولادته خفیة ایضا، بل حتى تربیته وحیاته خفیة ونحن نشیر إلى ذلك الخطر الذی احاط بولادته:

1. كمال الدین‏[13]: عن السیّاری قال: حدثتنی نسیم و ماریة، قالتا: إنه لما سقط صاحب الزمان علیه السلام من بطن امه جاثیا على ركبتیه، رافعا سبابتیه إلى السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمین، وصلى الله على محمد وآله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، لو اذن لنا فی الكلام لزال الشك.

2. كمال الدین‏[14]: حدث موسى بن جعفر بن وهب البغدادی، أنه خرج من أبی محمد علیه السلام توقیع: زعموا أنهم یریدون قتلی لیقطعوا هذا النسل، و قد كذب‏الله عزّ وجلّ قولهم والحمد لله.

3. تاریخ الائمة[15]: ومن الدلائل، ما جاء عن الحسن بن علی العسكری علیهما السلام عند ولادة (م ح م د) بن الحسن علیه السلام فی كلام كثیر: زعمت الظلمة أنهم یقتلوننی لیقطعوا هذا النسل، كیف رأوا قدرة القادر، وسمّاه المؤمل.

4. كمال الدین‏[16]: قال؛ حدثنی ابو علی الخیزرانی عن جاریة له كان اهداها لأبی محمد علیه السلام؛ فلما أغار جعفر الكذاب على الدار جاءته فارة من جعفر فتزوج بها، قال أبوعلی: فحدثتنی؛ أنها حضرت ولادة السید علیه السلام، وأن اسم ام السید: صقیل، وأن أبا محمد علیه السلام حدثها بما یجری على عیاله، فسألته: أن یدعو الله عزّ وجلّ لها أن یجعل منیتها قبله؟ فماتت فی حیاة أبی محمد علیه السلام، وعلى قبرها لوح مكتوب علیه: هذا قبر ام محمد.

قال ابو علی: وسمعت هذه الجاریة تذكر؛ أنه لما ولد السید علیه السلام، رأت له نورا ساطعا قد ظهر منه وبلغ افق السماء، ورأیت طیورا بیضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثم تطیر، فأخبرنا أبا محمد علیه السلام بذلك؟ فضحك! ثم قال: تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود، وهی أنصاره اذا خرج.

5. البحار[17]: حدث احمد بن الحسن بن اسحق القمی، قال: لما ولد الخلف الصالح علیه السلام ورد عن مولانا أبی محمد الحسن بن علی علیهما السلام إلى‏

 

جدی أحمد بن إسحاق كتاب، فإذا فیه مكتوب بخط یده علیه السلام الذی كان ترد به التوقیعات علیه، وفیه: ولد لنا مولود، فلیكن عندك مستورا، وعن جمیع الناس مكتوما، فإنا لم نظهر علیه إلا الأقرب لقرابته، والولی لولایته، أحببنا إعلامك لیسرك الله به مثل ما سرنا به، والسلام.[18]

 

 

السؤال الرابع: لقد لاح لنا مما سبق؛ انه علیه السلام ولد وان ولادته‏

كانت بالخفاء وكان ذلك بسبب تهدید الظلمة له، وفی الختام نحب ان تذكروا شیئا عن امه سلام الله علیها:

الجواب‏:

نعم وردت الروایات التی تحكی بعضا من تاریخ السیدة نرجس والدة الامام الحجة علیهما السلام ونحن نشیر إلى بعض الروایات تبركا:

1. كمال الدین‏[19]: عن محمد بن عثمان العمری- قدس الله روحه- انه قال: ولد السید علیه السلام مختون، وسمعت حكیمة تقول: لم یر بامه دم فی نفاسها، وهكذا سبیل امهات الأئمه علیهم ‏السلام.

2. الغیبة[20]: حدثنا محمد بن عبد الجبار قال؛ قلت لسیدی الحسن بن علی علیه السلام: یا ابن رسول الله! جعلنی الله فداك، احب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟ فقال علیه السلام: إن الإمام وحجة الله من بعدی ابنی، سمی رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وكنیه، الذی هوخاتم حجج الله، وآخر خلفائه، فقلت: ممن یتولد یا ابن رسول الله؟ قال: من ابنة ابن قیصر ملك الروم، ألا انه سیولد فیغیب عن الناس غیبة طویلة، ثم یظهر ویقتل الدجال، فیملأ الأرض‏ قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فلا یحل لأحد أن یسمیه أو یكنیه قبل خروجه (صلوات الله علیه).

3. البحار[21]: قال: حدثنا؛ ابو الحسین محمد بن بحر الشیبانی قال: وردت كربلاء سنة ست وثمانین ومائتین، قال: وزرت قبر غریب رسول الله (صلى الله علیه وآله و سلم)، ثم انكفأت إلى مدینة السلام متوجها إلى مقابر قریش، فی وقت قد تضرمت الهواجر، وتوقدت السمائم، فلما وصلت منها إلى مشهد الكاظم علیه السلام واستنشقت نسیم تربته المغمورة من الرحمة، المحفوفة بحدائق الغفران، أكببت علیها بعبرات متقاطرة، وزفرات متتابعة، وقد حجب الدمع طرفی عن النظر، فلما رقأت العبرة، وانقطع النحیب فتحت بصری فإذا أنا بشیخ قد انحنى صلبه، وتقوس منكباه، وثفنت جبهته وراحتاه، وهو یقول لآخر معه عند القبر: یا ابن أخی! لقد نال عمك شرفا بما حملّه السیدان من غوامض الغیوب، وشرائف العلوم التی لم یحمل مثلها إلا سلمان، وقد أشرف عمك على استكمال المدة وانقضاء العمر، ولیس یجد فی أهل الولایة رجلا یفضی إلیه بسره، قلت: یانفس! لایزال العناء والمشقة ینالان منك باتعابی الخف والحافر فی طلب العلم، وقد قرع سمعی من هذا الشیخ لفظ یدل على علم جسیم وأثر عظیم، فقلت: أیها الشیخ! من السیدان!؟ قال: النجمان المغیبان فی الثرى بسر من رأى، فقلت: إنی اقسم بالموالاة، وشرف محل هذین السیدین من الإمامة والوراثة إنی خاطب علمهما، وطالب آثارهما، وباذل من نفسی الأیمان المؤكدة على حفظ أسرارهما،

قال: إن كنت صادقا فیما تقول فأحضر ما صحبك من الآثار عن نقلة أخبارهم، فلما فتش الكتب وتصفح الروایات منها قال: صدقت، أنا بشر بن سلیمان النخاس، من ولد أبی أیوب الأنصاری، أحد موالی أبی الحسن وأبی محمد علیهما السلام، وجارهما بسر من رأى، قلت: فأكرم أخاك ببعض ماشاهدت من آثارهما؟ قال: كان مولانا أبو الحسن علی بن محمد العسكری علیهما السلام فقهنی فی أمر الرقیق، فكنت لا أبتاع ولا أبیع إلا بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتی فیه، فأحسنت الفرق [فیما] بین الحلال والحرام، فبینما أنا ذات لیلة فی منزلی بسر من رأى وقد مضى هویٌّ من اللیل إذ قرع الباب قارع، فعدوت مسرعا فاذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبی الحسن علی بن محمد علیهما السلام یدعونی إلیه؟ فلبست ثیابی ودخلت علیه، فرأیته یحدث ابنه أبا محمد واخته حكیمة من وراء الستر، فلما جلست قال: یا بشر! إنك من ولد الأنصار، وهذه الولایة لم تزل فیكم یرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البیت، وإنی مزكیك ومشرفك بفضیلة تسبق بها شأو الشیعة فی الموالاة بها، بسر أطلعك علیه، وأنفذك فی ابتیاع أمة، فكتب كتابا ملصقا بخط رومیّ ولغة رومیّة، وطبع علیه بخاتمه، وأخرج شستقة صفراء فیها مائتان وعشرون دینارا، فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا، فاذا وصلت إلى جانبك زواریق السبایا، وبرزن الجواری منها، فستحدق بهم طوائف المبتاعین من وكلاء قواد بنی العباس وشراذم من فتیان العراق، فإذا رأیت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن یزید النخاس عامة نهارك، إلى أن یبرز للمبتاعین جاریة صفتها كذا وكذا، لابسة حریرتین صفیقتین، تمتنع من السفور، ولمس المعترض، والانقیاد لمن یحاول لمسها ویشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقیق، فیضربها النخاس فتصرخ صرخة رومیّة، فاعلم أنها تقول: واهتك ستراه! فیقول بعض المبتاعین: علیّ بثلاثمائة دینار، فقد زادنی العفاف فیها رغبة، فتقول بالعربیة: لوبرزت فی زی سلیمان وعلى مثل سریر ملكه ما بدت لی فیك رغبة، فأشفق على مالك، فیقول النخاس: فما الحیلة ولا بد من بیعك، فتقول الجاریة: وماالعجلة ولابد من اختیار مبتاع یسكن قلبی [إلیه و] إلى أمانته ودیانته، فعند ذلك قم إلى عمر بن یزید النخاس وقل له: إن معی كتابا ملصقا لبعض الاشراف كتبه بلغة رومیّة وخط رومیّ، ووصف فیه كرمه ووفاه وسخاءه، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إلیه ورضیته فأنا وكیله فی ابتیاعها منك؟

قال بشر بن سلیمان النخاس: فامتثلت جمیع ماحده لی مولای أبو الحسن علیه السلام فی أمر الجاریة، فلما نظرت فی الكتاب بكت بكاء شدیدا، وقالت؛ لعمر بن یزید النخاس: بعنی من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرّجة المغلظة أنه متى امتنع من بیعها منه قتلت نفسها، فمازلت اشاحّه فی ثمنها حتى استقر الأمر فیه على مقدار ما كان أصحبنیه مولای علیه السلام من الدنانیر فی الشستقة الصفراء، فاستوفاه منی وتسلمت منه الجاریة ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها إلى حجرتی التی كنت آوی إلیها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها علیه السلام من جیبها وهی تلثمه وتضعه على خدها، وتطبقه على جفنها، وتمسحه على بدنها، فقلت تعجبا منها: أتلثمین كتابا ولاتعرفین صاحبه؟ قالت: أیها العاجز الضعیف المعرفة بمحل أولاد الأنبیاء، أعرنی سمعك، وفرغ لی‏ قلبك أنا ملیكة بنت یشوعا بن قیصر ملك الروم، وامی من ولد الحواریین، تنسب إلى وصی المسیح شمعون، انبئك العجب العجیب، إن جدی قیصر أراد أن یزوجنی من ابن أخیه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع فی قصره من نسل الحواریین ومن القسیسین والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوی الأخطار سبعمائة رجل، وجمع من امراء الأجناد وقواد العساكر ونقباء الجیوش وملوك العشائر أربعة الاف، وأبرز من بهو ملكه عرشا مسوغا [مصوغا- ظ] من أصناف الجواهر إلى صحن القصر فرفعه فوق أربعین مرقاة، فلما صعد ابن أخیه وأحدقت به الصلبان وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجیل تسافلت الصلبان من الأعالی فلصقت بالأرض، وتقوّضت الأعمدة فانهارت إلى القرار، وخر الصاعد من العرش مغشیا علیه، فتغیرت ألوان الاساقفة، وارتعدت فرائصهم، فقال كبیرهم لجدی: أیها الملك، اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدین المسیحی والمذهب الملكانی! فتطیر جدی من ذلك تطیرا شدیدا، وقال للأساقفة: أقیموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان، وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه، لازوج منه هذه الصبیة فیدفع نحوسه عنكم بسعوده؟ فلما فعلوا ذلك حدث على الثانی ما حدث على الأول! وتفرق الناس، وقام جدی قیصر مغتما ودخل قصره وأرخیت الستور، فاریت فی تلك اللیلة، كأن المسیح والشمعون وعدة من الحواریین قد اجتمعوا فی قصر جدی، ونصبوا فیه منبرا یباری السماء علوا وارتفاعا فی الموضع الذی كان جدی نصب فیه عرشه، فدخل علیهم محمد صلى الله علیه وآله وسلم مع فتیة وعدة من بنیه، فیقوم إلیه المسیح فیعتنقه، فیقول: یاروح الله! إنی جئتك خاطبا من وصیك شمعون فتاته‏

ملیكة لابنی هذا؟ وأومأ بیده إلى أبی محمد صاحب هذا الكتاب! فنظر المسیح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم؟ قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر وخطب محمد صلى الله علیه وآله وسلم، وزوجنی وشهد المسیح علیه السلام، وشهد بنو محمد صلى الله علیه وآله وسلم والحورایون، فلما استیقظت من نومی أشفقت ان أقص هذه الرؤیا على أبی وجدی مخافة القتل، فكنت أسرها فی نفسی ولا ابدیها لهم، وضرب صدری بمحبة أبی محمد حتى امتنعت من الطعام والشراب، وضعفت نفسی، ودق شخصی، ومرضت مرضا شدیدا، فما بقی من مدائن الروم طبیب إلا أحضره جدی وسأله عن دوائی، فلما برّح به الیاس قال: یاقرة عینی! فهل تخطر ببالك شهوة فازوّدكها فی هذه الدنیا؟ فقلت: یاجدی! أرى أبواب الفرج علیّ مغلقة، فلو كشفت العذاب عمن فی سجنك من اسارى المسلمین، وفككت الأغلال، وتصدقت علیهم ومننتهم بالخلاص لرجوت أن یهب المسیح وامه لی عافیة وشفاء؟ فلما فعل ذلك جدی تجلدت فی إظهار الصحة فی بدنی، وتناولت یسیرا من الطعام، فسر بذلك جدی، واقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم، فرأیت أیضا بعد أربع لیال كأن سیدة النساء قد زارتنی ومعها مریم بنت عمران وألف وصیفة من وصائف الجنان، فتقول لی مریم: هذه سیدة النساء ام زوجك أبی محمد علیه السلام، فأتعلق بها وأبكی وأشكو إلیها امتناع أبی محمد من زیارتی، فقالت لی سیدة النساء علیها السلام: إن ابنی أبا محمد لا یزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى، وهذه اختی مریم تبرأ إلى الله تعالى من دینك، فإن ملت إلى رضا الله عزّ وجلّ ورضا المسیح ومریم عنك وزیارة أبی‏

محمد إیاك فتقولی: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن- أبی- محمدا رسول الله؟ فلما تكلمت بهذه الكلمة، ضمتنی سیدة النساء إلى صدرها، فطیّبت لی نفسی، وقالت: الآن توقعی زیارة أبی محمد إیاك فإنی منفذته إلیك، فانتبهت وأنا أقول: واشوقاه إلى لقاء أبی محمد! فلما كانت اللیلة القابلة جاءنی أبو محمد علیه السلام فی منامی فرأیته كأنی أقول له: جفوتنی یا حبیبی بعد أن شغلت قلبی بجوامع حبك! قال: ما كان تأخیری عنك إلا لشركك، وإذ قد أسلمت فإنی زائرك فی كل لیلة إلى أن یجمع الله شملنا فی العیان، فما قطع عنی زیارته بعد ذلك إلى هذه الغایة.

قال بشر: فقلت لها: وكیف وقعت فی الأسر؟ فقالت: أخبرنی أبو محمد لیلة من اللیالی أن جدك سیسرب جیوشا إلى قتال المسلمین یوم كذا، ثم یتبعهم، فعلیك باللحاق بهم متنكرة فی زی الخدم مع عدة من الوصائف من طریق كذا، ففعلت فوقعت علینا طلائع المسلمین حتى كان من أمری مارأیت وما شاهدت، وما شعر أحد [بی‏] بأنی ابنة ملك الروم إلى هذه الغایة سواك، وذلك با طلاعی إیاك علیه، ولقد سألنی الشیخ الذی وقعت إلیه فی سهم الغنیمة عن اسمی فأنكرته، وقلت: نرجس، فقال: اسم الجواری.

فقلت: العجب! انك رومیة ولسانك عربی؟ قالت: بلغ من ولوع جدی وحمله إیای على تعلم الاداب أن أوعز إلیّ امرأة ترجمان له فی الاختلاف إلیّ، فكانت تقصدنی صباحا ومساء، وتفیدنی العربیة حتى استمر علیها لسانی واستقام.

قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولانا أبی الحسن العسكری علیه السلام، فقال لها: كیف أراك الله عزالإسلام وذل النصرانیة، وشرف‏

أهل بیت محمد صلى الله علیه وآله وسلم؟ قالت: كیف أصف لك یابن رسول الله ما أنت أعلم به منی؟! قال: فإنی ارید أن اكرمك، فأیما أحب إلیك عشرة الآف درهم، أم بشرى لك فیها شرف الأبد؟ قالت: بل البشرى، قال علیه السلام: فأبشری بولد یملك الدنیا شرقا وغربا، ویملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قالت: ممن؟ قال علیه السلام: ممن خطبك رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم له من لیلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومیّة؟ قالت: من المسیح ووصیه، قال: فممن زوجك المسیح علیه السلام ووصیه؟ قالت: من ابنك أبی محمد، قال: فهل تعرفینه؟ قالت: وهل خلت لیلة من زیارته إیای منذ اللیلة التی أسلمت فیها على ید سیدة النساء امه؟ فقال أبو الحسن علیه السلام: یا كافور! ادع لی اختی حكیمة؟ فلما دخلت علیه قال علیه السلام لها: هاهی، فاعتنقتها طویلا، وسرت بها كثیرا، فقال لها مولانا: یا بنت رسول الله! أخرجیها إلى منزلك، وعلمیها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبی محمّد وامّ القائم علیهما السلام.

4. كمال الدین‏[22]: حدثنی علان الرازی قال: اخبرنی بعض اصحابنا؛ أنه لما حملت جاریة أبی محمد علیه السلام قال: ستحملین ذكرا، واسمه محمد، وهو القائم من بعدی.

وفی ثبوت ولادته وكیفیتها وتاریخها وبعض حالات امه واسمها علیهما السلام‏ یوجد 426 حدیثا.[23]

5. كتاب الغیبة[24]: عن جابر الجعفی؛ قال: سمعت ابا جعفر علیه السلام یقول: سال عمر بن الخطاب أمیر المومنین علیه السلام فقال: أخبرنی عن المهدی ما اسمه؟ فقال: أما اسمه، إن حبیبی شهد إلیّ أن لا احدث باسمه حتى یبعثه الله، قال: فأخبرنی عن صفته؟ قال: هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، یسیل شعره على منكبیه، ونور وجهه یعلو سواد لحیته ورأسه، بأبی ابن خیرة الإماء.

والاحادیث الدالة على انه علیه السلام ابن خیرة الاماء؛ حوالی 11 حدیثا.[25]

ولقد اشار استاذنا المعظم آیة الله العظمى الشیخ صافی الگلپایگانی- دام ظله- مؤلف كتاب؛ (منتخب الاثر فی الامام الثانی عشر) حول نهایة ام الامام الحجة علیهما السلام ما هذا نصه:

اعلم؛ انه اختلفت الروایات فی نهایة حال ام الامام علیهما السلام، ففی بعضها؛ انها حصلت بعد وفاة الامام ابی محمد العسكری علیه السلام، فی دار محمد بن علی بن حمزة بن الحسن بن عبیدالله بن العباس بن مولانا امیرالمؤمنین علی بن ابی طالب علیه السلام، (وصفوه؛ بانه ثقة، عین فی الحدیث، صحیح الاعتقاد، له كتاب)، وفی بعضها انها طلبت من الامام ابی محمد علیه السلام: ان یدعو لها بالموت قبل وفاته علیه السلام؟ فاستجیب دعاؤه، وفی بعضها؛ انها كانت حاضرة عند وفاة الامام علیه السلام، وفی بعضها انها هاجرت إلى مكة المكرمة فی حیاة الامام، مع ابنه الحجة علیهما السلام بامر الامام ابی محمد علیه السلام، وكما ترى ان‏ الروایات قد دلّت على حیاتها بعد الامام علیه السلام والظاهر الارجح؛ حیاتها بعد وفاة الامام ابی محمد علیه السلام والشاهد على ذلك وقوع قبرها خلف قبر الامام ابی محمد علیه السلام.

وعلى كل حال لا یضرّ مثل هذه الاختلافات فی ما نحن بصدده فان اعتمادنا فی هذا الكتاب على ما تواترت به الاحادیث او استفاضت به فی النقل دون اخبار الآحاد، فالاخبار یؤید بعضها بعضا فیما اتفقت علیه. ولا یخفى علیك ان مثل هذه الاختلافات الفرعیة، قد وقعت فی تواریخ سائر الائمةّ والانبیاء ورجالات التاریخ وفی كیفیات وقوع الحوادث المهمة المقطوع باصلها عند الكلّ، دون ان یصیر ذلك سببا للشك فی اصل وجود الاشخاص واحوالهم المعلومة والحوادث التاریخیة المشهورة، هذا مضافا إلى ان الظروف والاحوال التی كان عصر الامام ابی محمد علیه السلام إلى بعد وفاته، محفوفا بها؛ ربما تقتضی خفاء مثل هذه الامور الجزئیة.[26]

 

 

السؤال الخامس: اذا ثبتت ولادته، فهلا جمعتم لنا بعض الروایات، الدالة على من رآه وهو صبی زمن ابیه علیهما السلام، والتی تعتبر ادلة تاریخیة على اثبات وجوده الشریف؟

الجواب‏:

نعم هناك روایات؛ نقلها اصحاب الامام العسكری علیه السلام وخواصه، تدل على ان البعض؛ قد رأى الحجة علیه السلام وهو طفل صغیر، ولا یخفى انه قد مرّ علیك سابقا ما یدل على ذلك، ونحن نجمع بعض الروایات فی هذا الجواب ایضا:

1. كمال الدین‏[27]: حدث معاویة بن حكیم ومحمد بن ایوب بن نوح، ومحمد بن عثمان العمری- رضی الله عنه- قالوا: عرض علینا أبو محمد الحسن بن علی علیهما السلام ونحن فی منزله وكنا أربعین رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدی، وخلیفتی علیكم، أطیعوه ولا تتفرقوا من بعدی فی أدیانكم فتهلكوا، أما إنكم لاترونه بعد یومكم هذا، قالوا: فخرجنا من عنده، فما مضت إلا أیام قلائل حتى مضى أبو محمد علیه السلام.

2. كتاب الغیبة[28]: عن جماعة من الشیعة فی خبر طویل مشهور؛ قالوا جمیعا:

اجتمعنا إلى ابی محمد الحسن بن علی علیهما السلام نسأله عن الحجة من بعده؟ وفی مجلسه علیه السلام أربعون رجلا، فقام إلیه عثمان بن سعید بن عمرو العمری، فقال له: یا ابن رسول الله! ارید أن أسألك عن أمر أنت أعلم به منی، فقال له: اجلس یا عثمان! فقام مغضبا لیخرج فقال: لا یخرجن أحد، فلم یخرج منا أحد، إلى أن كان بعد ساعة، فصاح علیه السلام بعثمان، فقام على قدمیه، فقال: اخبركم بما جئتم؟ قالوا: نعم یا ابن رسول الله! قال: جئتم تسألونی عن الحجة بعدی، قالوا: نعم، فاذا غلام كانّه قطع قمر، أشبه الناس بأبی محمد علیه السلام، فقال: هذا إمامكم من بعدی، وخلیفتی علیكم، أطیعوه ولا تتفرقوا من بعدی فتهلكوا فی أدیانكم ألا وإنكم لا ترونه من بعد یومكم هذا حتى یتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما یقوله، وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خلیفة إمامكم والأمرإلیه ... والحدیث طویل.

3. ینابیع المودة[29]: حدث یعقوب بن منقوش (منفوس) قال: دخلت على أبی محمد الحسن بن علی علیهما السلام وهوجالس على دكان فی الدار، وعن یمینه بیت وعلیه ستر مسبل، فقلت له: یاسیدی! من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر؟ فرفعته فخرج إلینا غلام خماسی، له عشر او ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبین، أبیض الوجه، درّیّ المقلتین، شثن الكفین، معطوف الركبتین، فی خده الأیمن خال، وفی رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبی محمد علیه السلام، ثم قال: هذا هو صاحبكم، ثم وثب فقال له: یابنی! ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البیت وأنا أنظر إلیه، ثم قال لی: یایعقوب! انظر إلى من فی البیت؟ فدخلت فما رأیت أحدا.

4. البحار[30]: حدث محمد بن الحسن الكرخی، قال: سمعت ابا هارون- رجلا من اصحابنا- یقول: رأیت صاحب الزمان ووجهه یضئ كانه القمر لیلة البدر ... الحدیث.

5. الكافی‏[31]: عن عمرو الاهوازی، قال: أرانی ابو محمد علیه السلام ابنه، قال: هذا صاحبكم من بعدی.

والاحادیث التی وردت حول من رآه فی ایام والده‏ علیهما السلام‏، حوالی عشرون حدیثا.[32]

 

 

السؤال السادس: هل ذكر علماء العامة؛ شیئا عن ولادة الامام الحجة علیه‏السلام‏ ، ام كان ذلك مقتصرا على علماء الشیعة وروّاتهم فقط؟

الجواب‏:

لقد ذكرت كتب العامة ونقل اعیانهم- ایضا- ما یثبت ولادته علیه‏السلام بحیث یصبح الامر من المتواترات ومما اطبقت علیه الامة الاسلامیة جمعاء، ونحن نشیر الى بعضهم اختصارا للامر.

و لقد ذكرصاحب كتاب؛ (منتخب الاثر فی الامام الثانی عشر) آیة الله العظمى الشیخ الصافی الگلپایگانی دام ظله؛ حوالى 67 من علماء العامة واعیانهم ممن ذكر ولادة الامام الحجة علیه‏السلام ومنهم:[33]

1. ابن الصبّاغ المالكی المتوفی؛ (سنة 855 هـ): قال فی (الفصول المهمة): (ولد ابو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى لیلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسین ومائتین للهجرة ... الى ان قال: واما امه؛ فام ولد یقال لها نرجس خیر امة، وقیل اسمها؛ غیر ذلك).

وصرّح ایضا بنسبه، و ذكر اسماء آبائه، وجملة من حالاتهم وكلماتهم ومعجزاتهم، وبانه الامام الثانی عشر، و ذكر جملة من الاحادیث الواردة فی حقه‏ علیه‏ السلام.

2. الشیخ ابن حجر الهیثمی المكی الشافعی؛ المتوفی (سنة 974 هـ): قال؛ فی (الصواعق المحرقة)، بعد ذكربعض حالات الامام ابی محمد علیه‏السلام: ولم یخلف غیر ولده ابی القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة ابیه؛ خمس سنین، لكن آتاه الله فیها الحكمة.

3. الشیخ شمس الدین ابو المظفر یوسف بن قزاوغلی بن عبدالله؛ سبط الشیخ جمال الدین ابی الفرج ابن الجوزی؛ المتوفی سنة (654 هـ): صاحب (التاریخ الكبیر) الذی قال ابن خلكان؛ على ماحكی عنه: (رأیته بخطه فی أربعین مجلدا، سماه (مرآة الزمان)، وصاحب كتاب (تذكرة الخواص) قال فیه: (فصل: هو محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی‏طالب علیهم‏السلام، كنیته: أبوعبدالله، وأبو القاسم، وهوالخلف، الحجة، صاحب الزمان، القائم، والمنتظر، والتالی، وآخر الأئمة، أنبأنا عبدالعزیز بن البزاز عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله: یخرج فی آخر الزمان رجل من ولدی، اسمه‏كاسمی، وكنیته ككنیتی، یملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فذلك هوالمهدی. وهذا حدیث مشهور، وقد أخرج أبو داود والزهری عن علی بمعناه، وفیه: لولم یبق من الدهر إلا یوم واحد لبعث الله من أهل بیتی من یملأ الأرض عدلا، وذكره فی روایات كثیرة، ویقال له: ذوالاسمین: محمد وأبوالقاسم، قالوا: امه ام ولد یقال لها: صقیل. وقال السدی: یجتمع المهدی وعیسى بن مریم، فیجی‏ء وقت الصلاة فیقول المهدی لعیسى: تقدم، فیقول عیسى: أنت أولى بالصلاة، فیصلی عیسى وراءه مأموما ... إلى اخر كلامه).

4. نور الدین عبدالرحمن بن احمد بن قوام الدین الدشتی‏، الجامی، الحنفی، الشاعر، العارف، صاحب (شرح الكافیة)، فقد جعل فی كتابه (شواهد النبوّة) على ما حكى عنه فی (كشف الأستار)؛ الحجة بن الحسن الإمام الثانی عشر، وذكر غرائب حالات ولادته، وبعض معاجزه، وأنه الذی یملأ الأرض عدلا وقسطا، ثم روى خبر حكیمة فی الولادة، وخبر غیرها، فی أنه علیه‏السلام لما ولد؛ جثا على ركبتیه، ورفع سبابته إلى السماء، وعطس فقال: الحمدلله رب العالمین، وخبر من دخل على أبی محمد علیه‏السلام وسأله عن الخلف والإمام بعده؟ فدخل الدار، ثم خرج وقد حمل طفلا كانه البدر فی لیلة تمامه فی سن ثلاث سنین، قال: یافلان! لولا كرامتك على الله لما أریتك هذا الولد، اسمه؛ اسم رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم، وكنیته كنیته، هو الذی یملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، وخبر من دخل على أبی محمد علیه‏السلام وعلى طرف البیت سترمسبل على بیت فسأله: من صاحب هذا الأمر بعد هذا؟ فقال: ارفع الستر، وخبر من بعثه المعتضد ... الخ.

5. الشیخ الحافظ أبو عبدالله محمد بن یوسف بن محمد الكنجی، المتوفی سنة (658 ه-)، صاحب كتاب (البیان فی أخبار صاحب الزمان)، وكتاب (كفایة الطالب فی مناقب أمیرالمومنین علی بن أبی طالب) قال فی الباب الثامن من الابواب التی ألحقها بأبواب الفضائل من كتاب (كفایة الطالب) بعد ذكر الأئمة من ولد أمیرالمؤمنین علیه‏السلام: (وخلف- یعنی علیا الهادی علیه‏السلام- من الولد أبا محمد الحسن ابنه، مولده بالمدینة فی شهر ربیع الآخر من سنة اثنین وثلاثین ومائتین، وقبض یوم الجمعة لثمان لیال خلون من شهر ربیع الاول سنة ستین‏

ومأتین، وله یومئذ ثمان وعشرون سنة، ودفن فی داره بسر من رأى فی البیت الذی دفن فیه أبوه، وخلف ابنه وهو الإمام المنتظر صلوات الله علیه، ونختم الكتاب بذكره مفردا).

وقال؛ فی كتاب (البیان فی أخبار صاحب الزمان)؛ الباب الخامس والعشرون، فی الدلالةعلى جواز بقاء المهدی علیه‏السلام مذ غیبته إلى الآن: (ولاامتناع فی بقائه، بدلیل بقاء عیسى وإلیاس والخضر من أولیاءالله تعالى، وبقاء الدجال وإبلیس الملعونین أعداء الله تعالى ...) إلى آخر كلامه الطویل المذیّل فی هذا الباب.

الى هذا المقدار نكتفی وإذا اردت المزید فراجع المصدر المذكور.[34]

 

 

 

المصدر: غیبة المنتظر فى منتخب الاثر للمرجع الصافی الگلبایگانی حفظه الله؛ ص23ـ 55


 

 ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 361.

[2] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 409.

[3] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 370.

[4] ( 1). للفضل بن شاذان النیشابوری عن كفایة المهتدی( الاربعین)، ص 116، ح 30.

[5] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 393.

[6] ( 2). لابی جعفر الشیخ الصدوق، ج 2، ص 424، ب 42، ح 1.

[7] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 394- 396.

[8] ( 2). كالسابق، ج 2، ص 432، ب 42، ح 10.

[9] ( 3). كتاب الغیبة للشیخ الطوسی علیه الرحمة، ص 271، ح 237.

[10] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 405- 407.

[11] ( 2). لابی الحسن علی بن الحسین المسعودی، ص 194.

[12] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 408.

[13] ( 1). لابی جعفر الشیخ الصدوق، ج 2، ص 430، ب 42، ح 5.

[14] ( 2). كالسابق، ج 2، ص 407، ب 38، ح 3.

[15] ( 1). لابن ابی الثلج البغدادی، ص 14.

[16] ( 2). لابی جعفر الشیخ الصدوق، ج 2، ص 431، ح 7، ب 42.

[17] ( 3). للعلامة المجلسی، ج 51، ص 16، ب 5، ح 21.

[18] ( 1). راجع منتخب الاثر، ج 2، ص 397- 403.

[19] ( 1). للشیخ الصدوق، ج 2، ص 433، ب 42، ح 14.

[20] ( 2). للفضل بن شاذان النیشابوری عن كفایة المهتدی( الاربعین)، ص 104، ح 28.

[21] ( 1). للعلامة المجلسی، ج 51، ص 6- 10، ح 12، ب 1.

[22] ( 1). للشیخ الصدوق، ج 2، ص 408، ب 38، ح 4.

[23] ( 2). راجع منتخب الاثر، ج 2، ص 369- 416.

[24] ( 1). للشیخ الطوسی، ص 281، ح 5.

[25] ( 2). راجع منتخب الاثر، ج 2، ص 209- 213.

[26] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 406.

[27] ( 1). للشیخ الصدوق، ج 2، ص 435، ب 43، ح 2.

[28] ( 2). للشیخ الطوسی، ص 357، ح 319.

[29] ( 1). للشیخ سلیمان البلخی القندوزی، ص 461، ب 82.

[30] ( 1). للمجلسی، ج 52، ص 25، ب 18، ح 18.

[31] ( 2). للشیخ الكلینی، ج 1، ص 328، ح 3.

[32] ( 3). راجع منتخب الاثر، ج 2، ص 431- 435.

[33] ( 1). راجع منتخب الاثر، ج 2، ص 371- 393.

[34] ( 1). منتخب الاثر، ج 2، ص 374- 371.

الثلاثاء / 28 مايو / 2019