شنبه: 1403/02/1
نسخة للطباعةSend by email
دفع شبهات الوهابية حول واقعة غدير خم / القسم الأول

س1: تقول الشیعة أن الآلاف من الصحابة قد حضروا واقعة  غدیر خم فی حجة الوداع ، و الكل قد سمع النبی صلى الله علیه و آله و هو یعیّن علیا خلیفة للمسلمین من بعد وفاته ، إن كان الأمر كما تقول الشیعة فلماذا لم یأت أحد من هؤلاء الألوف من الصحابة لیعترض على غصب الخلافة من علی ؟

ج: لا یصلح هذا الادعاء لنفی واقعة الغدیر ؛ من أین لك أن تقول: لم یأت أحد منهم للاعتراض ، وكیف یصحّ منك أن تدّعی أن أحدا لم یعترض على الرغم من تلك الظروف العصیبة ، أیام تلك الفتنة ، بل حدث ذلك ، وقد اعترضوا جزما ، لكن كان على مستوى الادنة والشجب ، و إظهار السخط  فقط .

لم ینقل علماء أهل السنة تفاصیل تلك الفتنة ، ولم یدوّنوا حقیقة ما حلّ بالأمة جرّاء ذلك . بل تجد فی التاریخ جوانب مجملة من تلك الأحداث . و لعل أكثر الصحابة قد اتخذوا موقفا یماثل موقف أمیر المؤمنین علی علیه السلام . لعل السر فی ذلك أن  أمیر المؤمنین علی علیه السلام كان على رأس المعارضین ـ و كل من كان یعارض كان یرى أن  أمیر المؤمنین علی علیه السلام هو الخلیفة الشرعی لرسول الله صلى الله علیه و آله ـ و یعلم المعارضون أن الامام علی علیه السلام لم ینو محاربة الغاصبین ، ولم  ینحو تجاه المعارضة المسلحة القتالیة ، لذا تابع هؤلاء الصحابة المعارضون الامام علی علیه السلام فی موقفه ذلك {المعارضة السلمیة}، ولم یقاتلوا السلطة ، و كانوا یرون متابعة موقف علی علیه السلام فی عدم القتال عذرا لهم .  والكثیر  من الآخرین ایضا ممن لم یخوضوا فی هذه المسألة {محاربة السلطة} إما لأنهم لیسوا مهتمین للأمر ، أو لأنهم مهتمین ، لكن كانوا یطلبون العافیة . هذا كله إلى جانب المخطط الواسع الذی دُبّر ضد الخلیفة المنصوص ؛ و أدّى إلى مباغتة الجمهور ، لقد أخذوا  الناس على غفلة ، وكان أشبه بالانقلاب .

مضافا إلى أن الكثیر من كبار علمائكم و علماء أهل السنة قد اعترفوا بواقعة الغدیر العظیمة التی أعلن فیها النبی صلى الله علیه و آله ولایة علی علیه السلام وخلافته على الأمة ؛ نظرا لتواترها ، وكثرة نقلها ، ولا یمكن لأحد أن ینكر هذا الیوم التاریخی فی الاسلام .[1]

 

 

 

 

[1] . راجع مثلا: أحمد بن حنبل ، المسند ، ج4 ، ص 281 ، 372 ، النسائی ، خصائص أمیر المؤمنین ، ص 93 ـ ص 96 ، النسائی ، السنن الكبرى ، ج 5 ، ص 45 ، الحاكم النیشابوری ، المستدرك ، ج 3 ، ص 109 . و غیرهم .

 


المصدر: كتاب: " الصراط المستقیم" لآیة الله العظمى الشیخ الصافی الگلبایگانی دام ظله

الاثنين / 19 أغسطس / 2019