پنجشنبه: 9/فرو/1403 (الخميس: 18/رمضان/1445)

فمنها: ما رواه شیخنا ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن یعقوب الكلینی(قدس سرّه) عن محمد بن یحیى، عن عبد الله بن محمد الخَشّاب، عن ابن سَماعَة، عن علیّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذینة، عن زُرارة، قال: سمعت أبا جعفر(ع) یقول: «الْإثْنَا عَشَرَ الْإِمَامُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(ع) كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ، مِنْ وُلْدِ رَسُولِ

 

الله­(ص)  وَمِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ، وَرَسُولُ الله وَعَلِیٌّ هُمَا الْوَالِدَانِ‏ ... » الحدیث.([1])

ومنها: ما رواه الكلینی(قدس سرّه) أیضاً عن أبی علیّ الأشعری، عن الحسن بن عُبَید الله، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علیّ بن سماعة، عن علیّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذینة، عن زرارة قال: سمعتُ أبا جعفر­(ع) یقول: «الْإثْنَا عَشَـرَ إِمَامٌ([2]) مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(ص) كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ الله(ص)  وَوُلْدِ عَلِیِّ بْنِ أبی طَالِبٍ،  فَرَسُولُ الله(ص)  وَعَلِیٌّ­(ع) هُمَا الْوَالِدَانِ‏».([3])

ومنها: ما أخرجه ثقة الإسلام الکلینی(قدس سرّه)، عن محمد بن یحیى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسین، عن أبی سعید العصفوری، عن عمرو بن ثابت، عن أبی الجارود، عن أبی جعفر­(ع) قال: «قَالَ رَسُولُ الله(ص): إِنِّی وَإِثْنیَ عَشَـرَ مِنْ وُلْدِی وَأَنْتَ یَا عَلِیُّ زِرُّ([4]) الْأَرْضِ، یَعْنِی

 

أَوْتَادُهَا وَجِبَالُهَا، بِنَا أَوْتَدَ اللهُ الْأَرْضَ أَنْ تَسِیخَ بِأَهْلِهَا، فَإِذَا ذَهَبَ الْإ­ثْناَ عَشَـرَ مِنْ وُلْدِی سَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَلَمْ یُنْظَرُوا».([5])

ومنها: أیضاً ما أخرجه أبو جعفر الكلینی بهذا الإسناد، عن أبی سعید رفعه، عن أبی جعفر­(ع) قال: «قَالَ رَسُولُ اللهِ: مِنْ وُلْدِی اثْنَا عَشَـرَ نَقِیباً نُجَبَاءُ، مُحَدَّثُونَ، مُفَهَّمُونَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْـحَقِّ، یَمْلَأُهَا عَدْلاً

 

كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً».([6])

ومنها أیضاً: ما رواه عن محمد بن یحیى، عن محمد بن الحسین، عن ابن محبوب، عن أبی الجارود، عن أبی جعفر(ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاری، قال: «دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ÷ وَبَیْنَ یَدَیْهَا لَوْحٌ فِیهِ أَسْمَاءُ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ وُلْدِهَا، فَعَدَدْتُ اثْنَیْ عَشَرَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ(ع)، ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ، وَثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِیٌّ».([7])

وأخرجه الشیخ(قدس سرّه) بسنده عن جابر بن یزید.([8])

ومنها: ما رواه أیضاً، عن محمد بن یحیى، عن محمد بن الحسین، عن مُسعدة بن زیاد، عن أبی عبد الله ومحمد بن الحسین، عن إبراهیم، عن ابن أبی یحیى المدائنی، عن أبی هارون العبدی، عن أبی سعید الخدری، قال: كنت حاضراً لَـمّا هلك أبو بكر واستخلف عمر، أقبل یهودیّ من عظماء یهود یثرب، وتزعم یهود المدینة أنّه أعلم أهل زمانه، حتى رفع إلى عمر، فقال له: یا عمر! إنّی جئتك اُرید الإسلام، فإن أخبرتنی عمّا أسألك عنه

 

فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنّة وجمیع ما اُرید أن أسأل عنه. قال: فقال له عمر: إنّی لستُ هناك، لكنّی اُرشدك إلى مَن هو أعلم اُمّتنا بالكتاب والسنّة وجمیع ما قد تسأل عنه، وهو ذاك ـ فأومأ إلى علیّ(ع) ـ ثم ذكر احتجاج الیهودیّ على عمر، وما سأل أمیر المؤمنین عنه ... إلى أن قال: فأخبرنی عن هذه الاُمّة كم لها من إمام هدًى؟ وأخبرنی عن نبیّكم محمد أین منزله فی الجنّة؟ وأخبرنی مَن معه فی الجنّة؟

فقال له أمیر المؤمنین(ع): «إِنَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَیْ عَشَـرَ إِمَاماً هُدًى مِنْ ذُرِّیَّةِ نَبِیِّهَا، وَهُمْ مِنِّی، وَأَمَّا مَنْزِلُ نَبِیِّنَا فِی الْـجَنَّةِ فَفِی أَفْضَلِهَا وَأَشْرَفِهَا جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَمَّا مَنْ مَعَهُ فِی مَنْزِلِهِ فِیهَا فَهَؤُلَاءِ الْإثْنَا عَشَـرَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ وَأُمُّهُمْ وَجَدَّتُهُمْ وَأُمُّ أُمِّهِمْ وَذَرَارِیهِمْ، لَا یَشْرِكُهُمْ فِیهَا أَحَدٌ».([9])

وأخرجه الشیخ(قدس سرّه) بهذا الإسناد، إلّا أنّه قال: عن إبراهیم بن أبی یحیى المدنی، وقال «فِی مَنْزِلِهِ مِنْهَا» بدل «فِی مَنْزِلِهِ فیِهَا».([10])

ومنها: ما أخرجه الشیخ أبو القاسم علیّ بن محمد بن علیّ الخزّاز القمّی، قال: حدّثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله(قدس سرّه)، قال: حدّثنا رجاء

 

بن یحیى أبو الحسن الیسربانی([11]) الكاتب، قال: حدّثنا محمد بن علاء ـ بسُرَّ من رأى ـ أبو بكر الباهلی، قال: حدّثنا معاذ بن معاذ قال: حدّثنا ابن عوف، عن هشام بن یزید، عن أنَس بن مالك، قال: سألت رسول الله’ عن حواریّ عیسى؟ فقال: «كَانُوا مِنْ صَفْوَتِهِ وَخِیَرَتِهِ، وَكَانوُا اثْنَیْ عَشَرَ ..» إلى أن قال: فقلت: فمن حواریّك یا رسول الله؟ فقال: «اَلْأَئِمَةُ بَعْدِی اثْنَا عَشَـرَ مِنْ صُلْبِ عَلِیٍّ وَفَاطِمَةَ، وَهُمْ حَوَارِیَّ وَأَنْصَاری (أَنْصَارُ دِینِی)، عَلَیْهِمْ مِنَ اللهِ التَّحیَّةُ وَالسَّلَامُ».([12])

ومنها: ما خرّجه الشیخ الخزّاز قال: حدّثنی محمد بن وهبان البصـری، قال: حدّثنی داود بن الهیثم بن إسحاق النحوی، قال: حدثّنی جدّی إسحاق بن البهلول، قال: حدّثنی طلحة بن زید الرقّی، عن الزبیر بن عطاء، عن عمیر بن هانی العیسی، عن جنادة بن أبی اُمیّة، قال: دخلت على الحسن بن علیّ بن أبی طالب(ع) فی مرضه ... ـ إلى أن

 

قال: ـ فقلت: یا مولای، ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: «یَا عَبْدَ الله، بِمَاذَا اُعَالِجُ الْمـَوْتَ؟»، فقلت: إنّا لله وإنّا إلیه راجعون. ثمّ التفت إلیّ فقال: «وَاللّٰـهِ إِنَّهُ لَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیْنَا رَسُولُ اللّٰـهِ|، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ یَمْلِكُهُ اثْنَا عَشَـرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ × وَ فَاطِمَةَ÷ مَا مِنَّا إِلَّا مَسْمُومٌ أَوْ مَقْتُولٌ‏».([13])

هذا ما عثرت علیه من الأخبار ممّا قد یُوهِم ظاهره خلاف ما دلّت علیه الأخبار المتواترة، من حصر الأئمّة فی الإثنی عشر، وأنّ أوَّلهم أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب(ع).

 

 

 

([1]) الکلینی، الكافی، ج1، ص531، باب ما جاء فی الإثنی عشر والنصّ علیهم(ع)، ح 7.

([2]) کذا فی الأصل، والظاهر (الإثنا عشر إماماً).

([3]) الکلینی، الكافی، ج1، ص533، ح 14.

([4]) كذا فی النسخة المطبوعة الموجودة عندنا، قال فی القاموس المحیط: رزّت الجرادة وترزّ: غرزت ذنبها فی الأرض لتبیض كأرزّت، والرجل طعنه، والباب  أصلح علیه الرزّة، وهی حدیدة یدخل فیها القفل، والشیء فی الشیء أثبته. الفیروز آبادی، ‌القاموس المحیط، ج2، ص176.

وقال العلّامة المجلسی(قدس سرّه) فی مرآة العقول: فقوله: «یعنی أوتادها» كلام أبی جعفر(ع) أو بعض الرواة، والمعنى: أنّه شبّههم(ع) بالرزّ الّذی هو سبب استحكام الأرض وشدّها وإغلاقها، كذلك هم فی الأرض بمنزلة الجبال الّتی هی أوتاد الأرض بالنسبة إلیها، فقوله: «جبالها» عطف بیان للأوتاد، كما قال تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (النبأ، 7). وفی الغیبة: «وجبالها» كما فی بعض نسخ الكتاب، وهو أظهر، فیكون عطفاً على «رزّ» من كلام الرسول’، أو على أوتادها، فیكون من كلام الإمام(ع)، والأوّل على هذا أصوب. المجلسی، مرآة العقول، ج6، ص232 ـ 233.

وفی بعض النسخ: «زرّ الأرض» بتقدیم الزاء على الراء المهملة، كما ضبطه فی الوافی، ولعلّ هذا هو الأظهر والأبلغ لبیان المراد.

قال فی القاموس المحیط: الزرّ ـ بالكسرـ الّذی یوضع فی القمیص (ج) أزرار، وزرور، وعظم تحت القلب، وهو قوامه. انتهى. الفیروز آبادی، القاموس المحیط، ج2، ص38.        Z

[فعلى هذا اُطلق علیهم ذلك لأنّهم قوام الأرض، فلا تقوم إلّا بهم، ولو بقیت الأرض بغیر حجّة لساخت بأهلها، كما لا یقوم أمر أهل الأرض إلّا بهم، واتّباع آثارهم والاقتداء  بهم، والاهتداء بهداهم^، قد ثبت ذلك بالروایات والنصوص الكثیرة، ویظهر من بعض الأخبار المخرجة من طرق أهل السنّة أیضاً أنّ أمیر المؤمنین× كان یدعى فی لسان الصحابة بهذا اللقب، ویعترفون له بهذا العنوان.

قال فی النهایة فی حدیث أبی ذرّ: قال یصف علیّاً(ع): «إِنَّهُ لَعَالِمُ الْأَرْضِ وَزِرُّهَا الَّذِی تَسْكُنُ إِلَیْهِ»، أی قوامها، وأصله من زرّ القلب، وهو عظم صغیر یكون قوام القلب به، وأخرج الهرویّ  هذا الحدیث عن سلمان. انتهى كلام ابن الأَثیر. ابن الأثیر، النهایة، ج2، ص300.

وهذا المقام الدالّ علیه المعنى المتقدّم الّذی أفصح أبوذرّ وسلمان بثبوته لمولانا علیّ(ع) هو مقام الولایة الكبرى والإمامة العظمى، الّتی لا یمكن تقلّدها إلّا بإذن الله ونصبه، وهو المنصب الإلهیّ الّذی یكون صاحبه والیاً ومشـرفاً على جمیع اُمور الدین والدنیا بعد النبیّ’، وهو مقام الخلافة الّتی لا یلیها إلّا أئمّة أهل البیت، أعنی الأئمّة الإثنی عشـر^، قال أمیر المؤمنین×: «اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلّٰـهِ بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللّٰـهِ وَبَیِّنَاتُهُ‏». نهج البلاغة، الحکمة 147 (ج4، ص37).

([5]) الکلینی، الكافی، ج1، ص534، ح 17.

([6]) الکلینی، الكافی، ج1، ص534، ح 18.

([7]) الکلینی، الكافی، ج1، ص532، ح 9.

([8]) الطوسی، الغیبة، ص139، ح 103.

([9]) الکلینی، الكافی، ج1، ص351 ـ 352، ح 8.

([10]) الطوسی، الغیبة، ص152 ـ 154، ح 113.

([11]) سند الحدیث على ما فی بحار الأنوار هكذا: أبو المفضّل، عن رجاء بن یحیى العبرتائی الكاتب، عن محمد بن خلّاد الباهلی، عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن هشام بن زید، عن أنس بن مالك. المجلسی، بحار الأنوار، ج36، ص309، ح 149.

([12]) الخزّاز القمّی، كفایة الأثر، باب ما جاء عن أنس بن مالك عن النبیّ’، ص68 ـ 69.

([13]) الخزّاز القمّی ، كفایة الأثر، باب ما جاء عن الحسن×، ص226 ـ 227.

نويسنده: 
کليد واژه: