پنجشنبه: 9/فرو/1403 (الخميس: 18/رمضان/1445)

مهمّات الرابطة

هذا بعض ما فی رسالته ممّا له مساس بالشؤون الإسلامیة، وهو بهذا لم یأتِ بجدید، فهذه اُمور طُرِحت من قبلُ واستوفت حقوقها من الجدل والكلام. ومع هذا نختصر الحدیث، ونقول:

إنّ إیران تسمع فتجیب:

أمّا مسألة زیارة القبور والمشاهد الّتی أثارها فی رسالته فإنّها لیست مسألةً جدیدةً تنبَّه لها الاُستاذ الندوی وحده، بل هی من المسائل الّتی طال البحث والنقاش حولها، فحرّمها فریق خاصّ بلا دلیل أو برهان أو شاهد من كتاب أو سنّة ! وجوّزها الآخرون استناداً إلى الكتاب والسنّة، واتّضح الحقّ بما لا مزید علیه. وقد اُلِّفت فی ذلك مئات من الكتب، وكتبت مقالات حولها، واُریقت دماء محترمة بسبب التعصّب فی هذه المسألة، وقد خرجت بعد كلّ هذا من معرض التفكیر، وإذا ما فكّر فیها الیوم مسلم فإنّما یفكّر لمعرفة الواقع والحقیقة فقط، لا لإثارة النقاش والجدل...

وكأنّ الاُستاذ النَدَوی قد زعم وتصوّر أنّ جمعیّة الرابطة حینما

 

تشكّلت فی مكّة المكرّمة إنّما تشكّلت لدعم المذهب الوهّابی فحسب، فلم یلفت نظرها الواقع الإسلامی المعاصر، وما یهدّد أحكام الإسلام والمجتمعات الإسلامیة من هجمة تقالید الاستعمار الثقافی الشـرقی والغربی، ومن أسالیب خداع الشباب وإبعادهم عن تعالیم دینهم وتقالید بلادهم الّتی یكمن فیها الخطر كلّ الخطر على المسلمین. فكأنّی بالاُستاذ الندوی یرى أنّه لیس فی أهداف الرابطة ومشاریعها التدخّل فی هذه الاُمور، فلا یؤاخذ ولا یقول شیئاً عمّا جنت أیدی الحكومات على الإسلام والمسلمین، من استبدال المناهج التربویة والبرامج التعلیمیة الإسلامیة بالبرامج الكافرة فی المعاهد والكلّیات والجامعات، ولا یشكو من القوانین الّتی توضع وتطبّق كلّ یوم رغم أنف الشعوب الإسلامیة (الشیعة والسنّة) فی جمیع مرافق الحكومة، وفی الإدارة والقضاء والمجتمع والجیش، وحتى فی الأوقاف والمستشفیات وغیرها. وكذلك لا یشكو من إلغاء النظام الإسلامی الّذی یؤمن به كلّ مسلم شیعیاً كان أو سنّیاً.

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: