جمعه: 10/فرو/1403 (الجمعة: 19/رمضان/1445)

وفد الرابطة...
ماذا زار؟ وبمن التقى؟

 ... لم یلتقِ وفد الرابطة فی طهران ومشهد الرضا وقم المقدّسة بالعلماء المجاهدین الربّانیّین، الّذین كرّسوا حیاتهم وأفنوا عمرهم فی سبیل الدفاع عن الإسلام وأحكامه، وهم قِمم وأعلام فی شتّى العلوم والمسائل الإسلامیة.

نعم، لم یلتقِ الوفد إلّا بمن سمحت مدیریة الأوقاف بزیارته ولقائه...!

لم یزر الوفد فی قم المشرّفة، الجامعة العلمیة ومعاهدها الّتی تدرس فیها المعارف الإسلامیة، والّتی هی مقرّ الأساتذة الجهابذة، والعلماء والخطباء، والكتّاب والمؤلّفین، كالمدرسة الفیضیة، ودار الشفاء، والحجّتیة وأمثالها، عند إلقاء المحاضرات العلمیة، وإقامة الجمعة والجماعة، الّتی یشترك فیها المئات من حملة العلم والعلماء والزهّاد والطلّاب، وقد لا یكون لها نظیر فی العالم الإسلامی!

كما لم یزر مئات المساجد فی قم عند أوقات الصلاة؛ لیرى باُمّ عینیه

 

اهتمام الشعب الإیرانی بإقامة الصلاة جماعة.

كما لم یزر المدارس الدینیة ببلدة قم المقدّسة، كالمدرسة الصادقیة، والجوادیة، والرضویة، والمنتظریة، والعلویة، والكرمانیة، والحجّتیة الكبرى، ودار الفقاهة، ومدارس آیة الله الگلپایگانی، وآیة الله المرعشی!

... لم یزر الوفد المكتبات العامّة الكبیرة، الملیئة بنفائس الكتب المخطوطة والمطبوعة لعلماء الشیعة والسنّة، كمكتبة الإمام آیة الله البروجردی، ومكتبة آیة الله المرعشی وغیرهما!

كما لم یزر الجامع الكبیر الّذی أسّسه وبناه أخیراً الإمام الراحل السیّد البروجردی، تغمّده الله برحمته، والّذی یُعدّ من أكبر المساجد، ومن أكبر مراكز العلم ونشر الثقافة الإسلامیة، ویلقی فیه مراجع الشیعة محاضراتهم العلمیة على جمع غفیر من الطلّاب والعلماء، فی الفقه والاُصول، وهذا المسجد هو آیة من آیات الفنّ، یُعرب عن مدى اهتمام الشیعة بأمر المساجد!

كما لم یرَ الوفد فی قم من ثمانیة آلاف طالب علم إلّا النفر القلیل المشتغلین فی بعض فروع الحوزة العلمیة!

فلو كان قد زار المراكز الّتی أشرنا إلیها، وجالس أصحاب السماحة العلماء للنقاش والبحث حول المسائل الإسلامیة واطّلع على آرائهم

 

السدیدة وحججهم البالغة وأدلّتهم الدامغة لما آخَذَ على الإیرانیّین والشیعة ما آخذ علیهم فی رسالته، ولَعَدَل عن تفكیره الباطل حول عقائد الشیعة، ولاسیّما عقیدتهم فی أهل البیت^، ولَعَلِم أنّ الشیعة هم أشدّ المسلمین وأكثرهم سداداً فی التوحید، وفی تعظیم معالم النبوّة والرسالة.

ولم یكن حال الوفد فی مشهد سیّدنا الإمام علیّ بن موسى الرضا÷ ـ الّذی ملأت العلوم المرویّة عنه الخافقین ـ بأحسن منه فی قم، بل كان أسوأ، فإنّه لم یلتقِ فی تلك الربوع المشرّفة بالعلماء الّذین قلّما یوجد مثلهم، اللّهمّ إلّا ببعض منهم بطریق رسمیّ، كما لم یساعده التوفیق للالتقاء بالعلماء المصلحین المجاهدین المقاومین للتّیارات الإلحادیة والأنظمة غیر الإسلامیة.

فالالتقاء بأمثال هؤلاء التقاء یفید الإسلام والمسلمین، وإلّا فاللقاءات المذكورة فی «اسمعی یا إیران» تحت إشراف الحكومة والأوقاف والأمن وأجهزة المخابرات لیست غیر مفیدة فحسب، بل هی مضـرّة تورث یأس الشباب الناهض المتطلّع إلى الإصلاح المنشود عن طریق الرابطة والعلماء.

 

 

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: