جمعه: 10/فرو/1403 (الجمعة: 19/رمضان/1445)

الفصل الرابع:
فی مقدّمة
([1]) الواجب

 

([1]) لا بأس بتعریف لفظ المقدّمة بما ذکره الشیخ الأنصاری+ حیث قال: «المقدّمة: لغة اسم فاعل من قدّم، أو اسم مفعول منه. فعلی الأوّل، لابدّ من تمحلّ، إمّا بالقول بأنّها من کثرة ارتباطها إنّما قدّمت نفسها، فیکون قدّم علی ما هو المعهود من استعماله متعدّیاً. وإمّا بالقول بأنّ قدّم بمعنی تقدّم، فیکون التفعیل للتکثیر کما فی قوله تعالی: ﴿وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ...﴾. یوسف، 23.

وعلی الثانی، فلا إشکال لأنّها مأخوذة من مقدّمة الجیش وهی علی الظاهر طائفة من الجیش تقدّم فی المسیر لیکون عیوناً لهم من الأعداء، فیکون التفعیل للتعدیة، لأنّهم قدّموهم علی أنفسهم.

ومن هنا یظهر أنّ التاء فیها للتأنیث من حیث اعتمادها علی موصوف مؤنّث کما فی قولهم: باقیة، وساریة، وباغیة، وطاغیة لاعتمادها علی النفس المحذوفة لفظاً.

ولیست للنقل کما توهّم لعدم ثبوت النقل أوّلاً، وعدم ثبوتها ثانیاً.

أمّا الأوّل، فلأنّ المنساق منها عرفاً واصطلاحاً وإن کان مختلفاً، فإنّ المراد منها اصطلاحاً أخصّ ممّا هو المراد منها عرفاً، إذ لا یلاحظ الارتباط بین المقدّم والمؤخّر فی العرف، وفی الاصطلاح لابدّ من ملاحظة الارتباط والتوقّف بینهما، فوجود زید وإن کان سابقاً علی وجود عمرو ولا یکون مقدّمة لوجود عمرو اصطلاحاً إذا لم یتوقّف وجوده علیه ویکون مقدّماً علیه لغة وعرفاً، إلّا أنّ مجرّد الاختلاف لا یقضی بالنقل.

وأمّا الثانی فلما قرّر فی محلّه.

وبالجملة، فالمقدّمة بحسب مصطلح الاُصولیین عبارة عمّا یتوقّف علیه الشیء. والمناسبة بین المعنیین ظاهرة».

الکلانتری الطهرانی، مطارح الأنظار، ص37 38.

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: