پنجشنبه: 6/ارد/1403 (الخميس: 16/شوال/1445)

أدب وأخلاق كریمة

 

فی قضیّة عَرض الدین للسیّد الشـریف الجلیل عبد العظیم الحسنی×، نكتةٌ أدبیّة أخلاقیة مهمّة ینبغی تعلّمها، ألا وهی عدم الاغترار بالعلم والمقام العلمی، والتواضع فی سبیل نیل المكارم. فالغرور آفة خطیرة تهدّد شجرة الإنسانیة وتمنع من رُقیّ الإنسان ونیل الكمالات، ومن أخطر أنواع الغرور هو الاغترار بالعلم والعقل والفهم، فلابدّ من الحذر منه وتهذیب النفس وتخلیتها من هذا المرض.

ولذا، فإنّ الأعاظم وتلامذة مدرسة أهل بیت الوحی والنبوّة الّذین وصلوا إلى مقام الإنسانیة، کلّما ازدادوا علماً ودركاً للحقائق، ازدادوا خضوعاً وتواضعاً قِبال أساتذتهم ومربّیهم، وابتعدوا عن العناد والتعنّت، وباصطلاح الفقهاء، لا  یتسرّعون فی الفتوى، فهؤلاء یعرفون تماماً أنّ رفع أیِّ جَهل یوجبُ الالتفات إلى جهلٍ بمجهولاتٍ ومجهولات، وأنّ کلّ جوابٍ یحصلون علیه سیكون مصدراً لأسئلة وأسئلة.

 

ولذا، فإنّك لو سألت من شخص قلیل المعرفة عمّا یعرفه عن الإنسان أو الحیوان أو الشجرة أو الشمس والقمر وحقیقة الحیاة واُمور اُخری، فإنّه وبلا تأمّل وتفكیر سیدّعی أنّه یعرف کلّ شیء عنها، لكنّك لو سألت عالماً قضى عمره فی الفنون المختلفة للمعرفة ومجالات العلم، عن هذه الاُمور الّتی هی مظاهر لقدرة الله‏ تعالى، فإنّه سیجیب قائلاً: للأسف إنّ أكثر هذه الأشیاء لا زالت مجهولة لدینا. فنفس هذا الإدراك دلیل على وصول هذا العالم إلی أوج معرفته وإلی سعة اُفق علمه وفكره، تلك المعرفة الّتی یفقدها الشخص المسؤول الأوّل، والسیّد عبد العظیم الحسنی×، مع كثرة دركه للحقائق والعلوم والمعرفة، نجده یتقدّم بکلّ تواضع ویجلس متأدّباً بین یدی إمام زمانه ویعرض علیه دینه بلا تكبّر ولا غرور.

نويسنده: