جمعه: 1403/01/10
نسخة للطباعةSend by email
بيان المرجع الشيعي سماحة آية‌الله العظمی الصافی الگلپایگانی مدّظله الوارف بمناسبة حلول أیّام الفاطمیة علیها السلام المأساوية
بيان المرجع الشيعي بمناسبة حلول أیّام الفاطمیة علیها السلام المأساوية

بسم الله الرّحمن الرّحیم

اللهم صلّ وسلّم علی الصدیقة الشهیدة الرّضیة المرضیة الحوراء الانسیة المظلومة المغصوبة فاطمة الزهراء سیدة نساء العالمین.

فی ذكرى شهادة سیدة نساء الإنسانیة، مولاتنا الصدیقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله علیها اتقدّم بأحرّ التعازی الى القلب المقدّس المحزون لولدها المفجوع المنتقم للدماء الزكیة، حضرة مولانا بقیّة الله الأعظم عجّل الله تعالی فرجه الشریف.
لقد طلب منی ـ وأنا المفتاق الضعیف ـ جمع من المحبین لساحة القدس الفاطمی أن أقول كلمة حول إقامة مراسم العزاء والحزن فی مناسبة أیام الفاطمیة ، وامتثالاً للأمر اقدّم بعض الكلمات بهذا الشأن:

إنّ الشخصیة النورانیة والإلهیة لحضرة الصدیقة الطاهرة علیها السلام لا ینبغی أن یتصدّى لتعریفها سوى بارئ فاطمة وأبیها العظیم وزوجها الرفیع وأبناؤها الكرام صلوات الله علیهم أجمعین.
إنّ الله جلّ وعلا فی قرآنه الکریم فی آیة المباهلة الشریفة أو فی آیة التطهیر أو فی سورة الإنسان المبارکة وأیضاً فی الآیات المبارکة من سورة الکوثر قد عرّف هذه السیدة الجلیلة بأنّها أعزّ شخص على الرسول الأكرم صلّى الله علیه وآله وأنّها الاُسوة فی الطهارة والعصمة والشخصیة النموذجیة الفذّة فی الفضائل الإنسانیة ومكارم الأخلاق.
وإنّ شهر جمادى لیذكّرنا بأشدّ حوادث التاریخ حزناً وأسیً ممّا لا نظیر له ولا شبیه، وإذا أردنا أن نبیّن الحقیقة المحزنة لهذه المصیبة الألیمة فعلینا أن نقول بأنّ السماوات والأرض والنجوم والأفلاك لا تطیق رؤیة ولا سماع هذه المصیبة العظمى ، حیث إنّ أمیر المؤمنین علی علیه السلام وهو جبل الصبر والثبات وأشجع إنسان على وجه الأرض قد وصل به الحزن الى حدّ حینما سمع بشهادة زوجته الحنون اُغمی علیه وأنشأ یقول بعد:

نفسی علی زفراتِها محبوسةٌ * یا لیتَها خرجـتْ مع الزَّفراتِ
لا خیرَ بعدکِ فی الحیاةِ وإنّما * أبکی مخافةَ أن تطولَ حیاتی

ثمّ إنّ الشیعة ومحبی أهل البیت علیهم السلام إذ یُقیمون لها مجالس العزاء ویقفون على أعتاب ذكراها بكلّ إجلال وإخلاص وخشوع إنّما یریدون من وراء ذلك تبیین التاریخ الحقیقی للعالَم وعرض شیئ من فضائل ومقامات هذه الصدیقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله علیها وأن یكشفوا لكلّ من یؤمن بالله ولأحرار العالم ما اشتملت علیه الخطبة الفدكیة من المعارف الإلهیة السامیة.

هؤلاء الشیعة ومحبّو هذه السیدة الطاهرة الیوم ومن خلال إقامتهم لمراسم ومجالس العزاء مع مراعاتهم الضوابط الصحیة قد أثبتوا للعالَم أجمع عظمة وجلال المراسم الفاطمیة ، وسجّلوا لأنفسهم مفخرة الدفاع عن مقام الولایة والإمامة الشامخ وأنّهم قد حُظُوا بالاقتداء بها.
نسأل الله العلیّ القدیر تعجیل الفرج البهیج لولیّ العصر روحی وأرواح العالمین له الفداء وأن یزیل الغموم والهموم والبلایا والأمراض عن المؤمنین ببركة الأنوار القدسیة لهؤلاء العظماء ، وذلك بالتضرّع إلیه تعالى بحقّ المعصومین علیهم السلام سیما السیدة الزهراء المرضیة سلام الله علیها وببركة قراءة حدیث الكساء الشریف ودعاء التوسّل.والسلام علیکم و رحمه الله و برکاته

10 جمادی الاولی 1442 هـ . ق
لطف الله الصافی

 

الأحد / 27 ديسمبر / 2020